الأحد، 29 أغسطس 2010

الإنسان


هذا الكائنُ العجيبْ
الذي خُلِقَ من طينٍ يتدثرُ
بالفناءْ
وفى طياتِهِ
تسرى نفحةُ نورٍ
من السماءْ
****
طينٌ ونورٌ يتصارعانْ
في زوايا أنحائِهِ
يتبادلانِ على جسدِهِ
الرِداءْ
****
أيها الطينُ
زرعتَ في العيونِ
ضياءَ النارْ
وطاردتَ شُعاعَ الحبِ
في مآقي النهارْ
****

غمرتَ القلوبَ
بأوحالٍ ونفاياتْ
مزقتَ ثيابَ النورِ
ودنستَ العذراواتْ
****
صنعتَ من البشرِ
ظُفرا ونابْ
طينٌ يقتلُ طينا
وكلُهم
في دُروبِ الشقاءِ
أصحابْ
****
صوتُ النورِ
يعزفُ
على أوتارِ القلوبْ
فيُسكِرُ النسيمْ
****
فحيحُ الطينِ
يُقطِرُ السُمَ
في أذنِ الليلْ
فيُحطِمُ
أجنحةَ الترانيمْ
****
أيها الطينُ
زرعتَ في الكونِ
بُذورَ الشقاءْ
تمخضتْ نبتةُ الحزنِ
بزهورٍ سوداءْ
تتفجرُ تحتَ أقدامِها
ينابيعُ العناءْ
****
جبالُ الطينِ
تنغرسُ أشواكا
في جسدِ الشعاعْ
يتألمُ النورُ
يشارفُ على الضياعْ
يتضاءلْ
يتراجعْ
يتساءلْ :
الطينُ إلي الترابِ
سيهوِى
والنورُ في السماءِ
سيبقى
فكيف بهذا المخلوقِ
يُعظِمُ  من يقبعُ
في قاعِ الهاويةْ
ويُحقِرُ نفحةُ عطرٍ
في قصورِ السماءِ
باقيةْ ؟
****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق