الأحد، 29 أغسطس 2010

أبدا لم تكوني لي



لا تجزعي يا سيدتي
فلا عيبَ فيكِ
عيبُكِ الوحيدْ
هو أنا
أنا غريبٌ
قادمٌ من كتبِ الأساطيرْ
ليس لي مكان هنا
****
لستُ أنا
من يتشكل كالصلصالْ
ويُصنعُ منه
مسخٌ كما الفخارْ
لستُ أنا
من تقصدهُ
سهام دنياكِ
فأنا لم اعترف
أبدا بجمهوريتكِ
كانت روحي
اكبر من جسدِكِ
فلم يقرأني
كتابُ غروركِ
ولم يترجمني
قاموسُ عقلكِ
****
لا يا سيدتي
أبدا لم تكوني لي
بل أنتِ عشتِ بى
جئتِ تطلبين المشاعرْ
فاستنزفتيها
حتى جفَ الوريدْ
أنت ما عدتِ
بحاجةٍ لمشاعري
انكشف الغطاءْ
فالبصرُ اليومَ حديدْ
كشفَ الماضي الكهلْ
عن التقيحاتِ والصديدْ
****
لا تغضبي يا صغيرتي
حاولتُ زراعةَ أرضِكِ
بالرياحين
فنبتْ الصبارُ
في بوادي
قلبكِ الضنينْ
****
هَتكتْ أطماعُكِ
عِرضَ مشاعري
على قارعةِ قسوتكِ
كفرتْ كلماتي
أمامَ جبروتِ صمتِكِ
وسطوةِ كلماتِكِ
****
اعتصريني
قد اُخرِجُ لكِ بِضعَ مشاعرْ
وبصيصا من الإحساسْ
نعم أنتِ تريدين اعتصاري
ولكن لأُخرجَ لكِ
أساورَ من ذهبٍ والماسْ
****
مشاعري عندكِ
من الكماليات
تُسعدُكِ
تُدهشُكِ
تُذهلُكِ
لكنها لا تقتحمُكِ
ولا تسكنُكِ
ظننتِ أن تحتَكِ عبدٌ
تُستحلبْ مشاعرُهُ
عندما
تئِنُ حاجتُكِ
وتنبحُ رغباتُكِ
وتشبعين
فتلقيه
من نوافذِ نزواتِكِ
****
أدمنتُكِ حدَ الثُمالةْ
فسرتُ في ركبِكِ
تراودني
جَرعات الهوى
عن نفسي
عن عقلي
عن بعضي
عن كلى
وتحملني
فوقَ نعشِ الهذيان
****
عالجتُ الإدمانْ
احتسيتُ الحرمانْ
وروضتُ البركانْ
وأيقنتُ يا سيدتي
انكِ
أبدا لم تكوني لي
****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق