في يومٍ
ليس ككلِ الأيامْ
وزمانٍ
قبلَ أن يُخلَقُ
الزمانْ
اِلتمستُ في راحتيكِ
سبيلَ الأمانْ
وفتشتُ في عينيكِ
عن بحرٍ
بغيرِ أنواءْ
وبشرٍ
بغيرِ أهواءْ
وحفرتُ على بابِ قلبِكِ
لوحةً من بُلورٍ وكهرمانْ
كتبتُ عليها
بأوراقِ الريحانْ
كنتُ هنا
منذُ عصورْ
منذُ دهورْ
منذُ أزمانْ
كنتُ هنا
قبلَ أن يكونَ الإنسانْ
****
وكان قدرُنا
أن نفترقْ
حملتنا الريحُ الحمراءْ
كفراشاتٍ
يساومُها الشعاعْ
فتسقطْ
وتحترقْ
والزمانِ العجوزْ
يُعربِدُ في الطرقاتِ
القبيحةْ
والليلِ السكيرْ
يتساقطُ على الأغصانِ
الكسيحةْ
والأشجارِ المترنحةْ
يصبِغُ السوادُ أوراقَها
الدميمةْ
****
ناديتُك من بين خيوطِ
الأمطارِ السوداءْ
وستائرِ الضبابِ
ونحيبِ السماءْ
****
تعالى حبيبتي
فالبحرُ هناكَ
قد حاصرتهُ الغيومْ
والسماءُ
قد غادرتها النجومْ
وسفنُ النجاةِ
قد تَكسرتْ مجاديفُها
وقصورُ الرمالِ
تُعَانقُ مقاديرَها
****
تعالى حبيبتي
فقد تاهَ منكِ الطريقْ
وتسربلتْ
جحافلُ الظلامِ بأصواتٍ
كما النعيقْ
وحاكتْ
أنيابُ الشيطانِ
ضحكةَ الصديقْ
****
تعالى حبيبتي
فمازلتُ هنا
اجلسُ تحتَ حائطِ
الذكرياتْ
مازالتْ الفراشاتُ تتناجى
بالهمساتْ
مازال الليلُ يترنمُ
بالأغنياتْ
ومازال الفجرُ يعِدُ بأعذبِ
الأمنياتْ
****
تعالى حبيبتي
فمازلتُ هنا انتظرْ
والحبُ مازال فتيً
بَعدُ لم يحتضرْ
****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق